تأتي القصيدة على غير مشتهاة الشاعر
وتأتين أنتِ
في ليلة ينتهكها القمر .. بضوء الحياء
وأنتِ معقمة برائحة الصدق
وأنا
مازلت أسبح في فضاء النساء
وأسلخ من جلدهن الكثير من الحقائب الملونة
لتلونهن بالحديث
جميعهن .. يرتدن الكذب في وسائدهن عند النوم
وسماعة الهاتف ترن فوق الذاكرة
هل مازلت .. حبيبي
وكأنها تقف أمام المرآة وتقول : هل يوجد أجمل مني
فتقول المرآة
كلما تلوثن النساء كنتِ غصن يهرب من شجرة توت تسكنها الخفافيش
تمتص من الليل أرواح الغرباء
فأقول :
كم يعبث الشعراء
بأوراق تتكلم كلما طبق الصمت في غداء الشهية
هاهي يدي تبدأ بالتعرق من الأمس
أحكمتُ قبضتي على صورتكِ
كم كنتُ عبثياً وأنا أحاول أن أتصوركِ وأنتِ شبه عارية من الحديث
تلونين أطراف شفتيكِ بشيء من التمتمة
فأقترب إلي شفتيكِ .. فأغمض عيني
فأبتعد
هل مازالتِ تلك النحلة تسكن هنا
فأني أخاف لسعة النحل
ولكني موقن بأن العسل يتشبع هنا
بربكِ .. أهتمي بشيء من قلمي
وأنا أكتب عنكِ
فلا تخافي .. فأنا لا أحب أن أكتب عن خواصر النساء
وتلك الثقوب التي تسكنهن
فتمسكِ بقوافل الحروف التي تشدها الريح إليكِ .. جيداً
فإن السحر لديه معاهدة .. في نبل الحضور
لا أعرف ماذا سأفعل عندما يعودون من الأماكن الضيقة
يبحثون عني .. عن قصيدة تسكنني
وعن ظِل .. يتمدد مع الشمس
فينحصر تحت قدمي
وعنكِ ... وأنتِ تجلدكِ سياط الصبر
فكوني كنجمة .. لا ترغب بالسقوط في حفنة رمل
تلك الرمال التي يسكنها ألف كاهن
يرتلون آيات البكاء
فتوكئي على ظلي .. كلما ترتعش السماء
ربما كانت نسمة باردة سكنت أرواح الصاعدين إليها
هل فهمتِ مقصدي
هل للقصائد .. أرواح تسافر في وجوه الأبرياء
هل للقصائد .. سياط تجلد الشاعر عندما يبكي
هل للقصائد .. صوت يسافر في آذان المغيب
هل للقصائد .. أمتنان تبتعد به .. وتقرب منكِ بوجع
ما أتعب تلك القصيدة أن لم تكن تحمل أسمكِ
وأنت تخطين على الماء .. رواسب العطش ونوارس راحلة إلي أعماقكِ
تبحث عن شتاء بارد .. ونفس عميق من الغضب
اقتربي
أحتاجكِ .. في هذه اللحظة .. فخيول الصبر هربت مني
اقتربي
أريد أن أستنشق العطر وهو ينحدر خجلاً من يديكِ
هل للشمس علاقة بكِ
هل للنور وجه أخر ينعكس فوق يديكِ
هل للأرض نبض .. تحت قدميكِ
أتعبني التفكير بكل ما سبق
كلما تصاعد دخان الذهول في داخلي
أقتل كل صاعد بشهاب الانتظار
أنظري
كم مقبرة تركتها ظِلال قدميكِ في صدري
وكم من نبوءة لم تكتمل لذلك القلب الصغير الذي يتمرد عن الواقع
كم هو موجع أن تمر غيمتكِ فوقي دون أن تلقى التحية على أضرحة الصراخ
هل للرمل حكاية مزعجة لكِ
هل مازالت ضلوع الأرض تنكسر كلما فاض النور
هل مازالت تلك الحكايات الطويلة تتسربل فوق شراشف الحديث
هل مازالت تلك القصائد تكتب عنكِ .. دون قصيدتي
هل مازلتِ كما قلت لكِ من قبل
بأنكِ أنثى تسكنها ألف قصيدة
وبأني شاعر لا يجيد إلا قصيدة تحمل أسمكِ
وشيئا من أطراف الحديث
وعربدت العناكب التي بنت خيوطها فوق فمي
بعدما فشلت في كتابة قصيدتي
التي طالما حلمت أن أتمها في هذا اليوم .. يوم تشرقين
ويوم تتبلل المشاعر بموعد جديد
وبعد موت قصيدتي التي لم تكتمل
ستكونين
مرأة تسكن ظِل قصيدة